Aller au contenu

Rituel de la Lampe et Office de la St. Croix – رتبة القنديل يوم أربعاء الآلام

  • par

wed27mar6:30 pmwed7:30 pm✝ Mercedi Saint - Genève6:30 pm - 7:30 pm(GMT+01:00) View in my timeRte de Meyrin 301, 1217 Meyrin Event TagsGenève,Messe

هذه الرُّتبة هي لتبريك الزّيت الخاصّ بمسحة المرضى. وكان عندما تقع حالة مَرَض في الرَّعِيَّة، ما على الكاهن إلاَّ أن يستدعي سبعة كهنة، وإذا تعَذَّرَ ذلِكَ فثلاثة، ليحتفلوا إلى جانب المريض برتبة القنديل وينضحوه بالزَّيت المُقَدَّس، فيكون هذا الإحتفال لتعزِيَتِهِ في محنته، وطَلَبًا لِشِفائِهِ من مَرَضِهِ. ولم تسمح الكنيسة للكاهن بأن يحتفل وحده بهذه الرّتبة إلاَّ يوم أربعاء الآلام، وقد عُرِفَ هذا اليَوم أيضًا بإسم « أربعاء أيّوب ». اليَوم لم يعد تكريس الزّيت إلى جانب المريض ضرورِيًّا لأنَّ زيت المسحة يُكَرِّسهُ السيّد البطريرك ويوزّعه على الكهنة، فيدهنوا به الذين هم بحاجة لمسحة المرضى. أمَّا رتبة القنديل، فأبقت عليها الكنيسة، لينال المؤمنون الدّهن بزيت المرضى أقلّه مرّة في السّنة. في السَّابق، كانت الرّتبة مؤلّفة من سبع « قَومات » (القَومة تشتمل على: مزمور، حساية، مزمور قراءات، قراءة من العهد القديم، وأخرَى من الرّسائل، وأخرى من الإنجيل، وصلاة ختام) وفي نهاية كُلّ قَومة تُشعَل فتيلة من فتائل القنديل السّبعة. أمَّا اليَوم فاختُصِرَت القَومات لأنَّها كانت تأخذ وقتًا طويلاً، لتصبح قومة واحدة، تليها سبع طلبات في نِهاية كُل منها تُشعَل فَتيلة من القنديل. فما هي عناصر هذه الرّتبة ورموزها؟

القنديل: هو مؤلّف من عجينة مصنوعة من طحين الذّرة، أي عجينة جافّة، وقليلة التّماسُك، تخترقها سَبعُ فتائل وتطوف على كميّة من الزّيت. فترمز العجينة إلى جسد أيّوب المريض، والزّيت الذي تطوف عليه العجينة يرمز إلى بحر المراحم التي هي من الله، والفتائل السّبع ترمز إلى عطايا الرّوح التي تُساعد المرض المُتَألِّم على احتمال مرضه وانتظار عمل الله فيه برجاء: الحكمة، الفهم، المشورة، القوّة، العلم، التّقوى، الحقّ.

إشعال الفتائل: كما أنّ الرّوح ينزل كالنّار الآكلة ويُحَوِّل ويُبَدِّل داخل الإنسان، كذلك يَتلو الكاهن طلبة، فيأتي أحد المُؤمنون ويُشعل فتيلة. وعندما تنتهي الطِّلبات وَتُشعَل الفتائل السَّبعة، يَستدعي الكاهن الرّوح القُدُس على الزّيت.

وضع اليد والدّهن بالزّيت: بعدها يأخذ الكاهن من الزّيت الذي تحت القنديل، ويضع فيه إبهامه، ويتقدّم المُؤمِنون فيضع الكاهن يده على رأس كُلّ مؤمن ويدهن بإبهامه جبهته بالزّيت، ويقول للمؤمن أنَّ ذلك لِصِحَّةِ نَفسِهِ وَجَسَدِهِ.
هذه الرُّتبة تنتهي كلمة رَحمة من الرِّبّ الإله على لسان الكاهن: « لِغُفرانِ ذُنوبِكَ وَتَركِ خَطاياك وَصِحَّةِ جَسَدِكَ وَنَفْسِكَ ». فما هو الأساس الكتبي لهذه الكلمات المُعَزِّيَة؟

رسالة القديس يعقوب (يع5: 13-18)

يُعَدِّد يعقوب كاتب الرّسالة نصائح تُبقي المؤمن على علاقة قويّة وصادقة بالله حتّى في الأوقات الصَّعبة، كما في أوقات الرّخاء. فيُوصي بالصَّلاة في وقت الضِّيق، بالتَّرنيم وقت الفرح، وبالمسح بالزّيت على يد الكهنة في حال المرض. فَسَيُصَلّون على رأس المريض، ويدهنوه بالزَّيت، ويدعو يعقوب ذلك بِـ »صلاة الإيمان ». فما هي مفاعيل هذه الصلاة؟
– تشفي المريض، والرَّب يُقيمُه: الشِّفاء من المرض هو على أساس عَمَلَين أساسِيَّين هُما جهد الإنسان (الطّب) وعطيَّة الله (الشِّفاء). الطّب يَشفي الجسد، وعَطِيَّة الله تشفي النّفس من كُلِّ خطيئة.
– لذلك يأتي غُفران الخطايا المفعول الثّاني لصلاة الإيمان التي يتكلّم عنها يعقوب. ولكن، غُفران الخطايا هذا لا يأتي فقط بِعَطِيَّة من الله، بل بِفِعل يُظهِر أنَّ الإنسان قَبِلَ عَطِيَّة الغُفران: الإعتراف بالخطايا.
– هذا الإعتراف بالخطايا يدفع الجميع لأن يُصَلُّوا بعضهم لبعض، ففي الصَّلاة قُوَّة شِفاء وغُفران عَظيمة تجعل عَطِيَّة الله تديوم في الجماعة. وهُنا، يُعطي يعقوب مثل إيليَّا… فإيزابل امرأة الملك أحاب اشترت كُلّ الأنبياء ولم يعودوا يُساندون بعضهم بالصَّلاة، وزاغوا عَن إعلان كلمة الحق، ما أوقع إيليَّا في ألمٍ كبير إذ بقي وَحدَه. وسار في الصَّحراء مُصَلِّيًا، ولم يَهتَزّ إيْمانه بالله، والله أعطاه المطر، والأرض أعطته الثّمر.
ونحن:
– هل نذكر الله دائمًا، وفي كُلّ حالاتنا؟ أم ننساه إذا فَرِحنا فننصرف للمُجون، وننساه إذا تألَّمنا فننصرف للشّكوى؟ ماذا نطلب من الله؟ شفاء أجسادنا التي تموت؟ أم شفاء أرواحنا التي تبقى؟
– كيف نتعامل مع خطايانا؟ هل نعلم أنَّها مَغفورة من الله الكُلِّي الرَّحمة والمَغفِرَة؟ هل نعلم أنَّنا مدعوون لندخل كرسي الإعتراف، لنقبل عطِيَّة الغفران التي وهبنا إيّاها الله؟ أم أنَّ كرسي الإعتراف أصبح « موضة قديمة »؟
– هَل نَثبت جميعًا في الحَق فَنَبتعد عن إدانة بعضنا البعض ونَذكر بعضنا بالخَير والصّلاة عالمين أنَّهُ ما من أحد على الأرض بدون خطيئة؟
نحنُ مَدعوون في هذه القراءة أن ندخل من خلال رتبة القنديل في علاقة محبّة ورحمة مع القريب على مِثال السّامري الصَّالح، فنفهم أنَّ الزّيت الذي يُدهَن على جِباهِنا هُو علامة على عطيَّة الله العَظيمة لنا… فليس علينا أن نتوقّف عند أخذ هذه العطِيَّة، بل علينا أن نعيشها فنتقاسمها بالمحبَّة مع القريب المَجروح.

تتأمل الكنيسة المارونية:

تتأمل الكنيسة المارونية:

« بأيوب »، الرازح تحت الأوجاع والآلام والصابر عليها،

وبوجه الخاطئة التائبة،

وبوجه يهوّذا الاسخريوطي الخائن
تتأمل الكنيسة اليوم، بيوم الحكم على يسوع، ولهذا كان يوم صوم وقطاعة مثل يوم الجمعة.

في هذا اليوم أيضاً، تقيم الكنيسة رتبة القنديل، وتبارك الزيت وتمسح به جباه المرضى والمؤمنين. هذه الرتبة كانت في الأساس سرّ مسحة المرضى. يُمسَح المؤمنون بالزيت الذي يرمز الى الشفاء والتشجيع والنور. والمسح بالزيت هو علامة حبّ الرّبّ، للمتألم والمعّذب والخاطئ، لأنه يصبح « نوراً » على مثال « يسوع نور العالم ».

يُسمّى « بأربعاء أيوب » ويتمّ التأمل بالألم كجسر عبور الى الله. وممّا قاله أيوب: « عرياناً خرجت من بطن أمّي، وعرياناً أعود إليه. الرّبّ أعطى والرّبّ أخذ، فليكن اسم الربّ مباركاً. لا يجد الألم جوابه إلاّ مع المسيح المتألّم كطريق للعبور الى فرح القيامة ومجدها.
خلاصة: من كل هذه الأحداث التي ذكرناها، يجدر بنا أن نأخذ العِبَر الروحية التالية:

من أيوب نأخذ الصبر وتسليم الذات الكامل، دون تغيير في الموقف، مهما كانت التجارب الخارجية، قوّية وجارحة ومؤذية.

من الخاطئة نأخذ الشجاعة على الإعتراف بخطيئتنا أمام الرّبّ، بواسطة الكاهن ونكفّر عنها، لنستحقّ المناولة الفصحية. وفي كل مرة نرى يد الكاهن ترتفع لتُعطي « الحلّة »، فلنفكر بيد الله.